إن الامان يا صديقى...
إذا انطلقنا نبحث داخل فضاء عقل كل منهما في تلك اللحظة ،لوجدنا لكل عقل مدار خاص جدا يبعد عن زميله كبعد نبتون عن الشمس،لم يجمع بينهما في تلك اللحظة سوى البعد المكاني و خلفية من أغاني لم يكلف أحدهما نفسه عناء الانتباه اليها. أحدهما يقدح زناد فكره...باحثا عن رصاصة ما في جعبة أفكاره ليردي بها ما يحيطه من كآبة،أما الآخر ففي ملكوت السماوات والارض والحب ويسبح ، ساكنا هادئا يكاد يتسامى عن مقعده. "وياك و في حضنك بس حسيت بالأمان" لا يعرف احد منهما لماذا انتبها فجأة لتلك الجملة ...أغنية ما لم يتعرفا حتى على مؤديها..و لكنها وقعت لدى كل منهما بتباين غريب. -إيه يا عم الأغاني الهايفه اللي بتسمعها دي ...هو مين الراجل بالظبط؟!...ومين بيحس عند مين بالأمان؟ نظر له نظرةًو كأنه لتوه قد حاول هدم نظرية النسبية ،لكن تلك النظرة لم تحرك وجه صديقه الساخر قيد أنمله، ثم قال... -"ايه الهيافه في كده يا سيدي؟؟! ايه المشكلة ان الراجل يشعر بالامان الى جوار من يحب؟! أمثالك هم الهايفين...من يعاملون الرجل على انه جبل شامخ لا يليني هم الهايفين... من يرون في الرجل جبروت إذا اهتز للحظة فقد صفته الرجولية هم الها