عن الحب و الظلم و ما بينهما

رائعٌ أن تحب شخصا بكل ملكات نفسك، حينها أنت تعطيه معنى آخر للحياة بل و تعطيه هدفا أسمى يعيش من أجله ، تشعره بالامان و الدفء ، و تمنحه احساسا بقيمة ذاته و اختلافه عن الآخرين جميعا ،سواء كنت أنت النصف الناعم أو الخشن ، فمردود الحب عند الطرف الآخر يكون كما وصفت في أغلب الأحيان، وحينها يصير الحب عدلا بل و زيادة عن العدل .


و حين تحب أحيانا ، تجرح آخر يكن لك مشاعر أنت لم تقدرها حق قدرها ، أو تكون قد استغنيت عنها لأسباب عديدة، و يكون حبك هذا بمثابة طعنة قاتله لصميم كرامته و تقديره لنفسه ، قد لا تجد في نفسك مبررا لهذا الشعور و قد يتبادر لديك ثم تأده في محاولة لحب نفسك فقط، وهنا قد يكون الحب ظلم.


و قد تحب شخصا و يتحول لديك هذا الحب الى عشقٍ للتملك، ساعتها تتضاءل كل حقوق الطرف الآخر لديك و تنسحق عندك أمنياته و اختياراته في سبيل هذا التملك ، انت حقا تحبه بل و تهيم به و لكنك ترى هذا الحب مبررا لكي تسيطر على مجريات حياته بالشكل الذي يترائى لمعالي المحب العظيم ، و هنا أيضا يصير الحب ظلماً بل و ذلاً ز امتهاناً.


و يمكن أن تحب و لا يشعر من تحب بتلك المشاعر، فتكون أنت من الجبن بمكان حيث لا تبوح بمكنونات قلبك و تهيم به وحيدا ، تصور وجهه في مخيلتك و تقدس صفاته في عقلك و أنت تتأمل النجوم و هذا أيضا ظلم لنفسك و قد يكون ظلم له لأنه يستحق تلك المشاعر التي سردناها في أول نوع.


و بهذا ياأصدقائي الأعزاء يكون الحب في خمسة و سبعين في المائة من صوره ظلم بين على أحد أطرافه أو كليهما، و تكون عواقب هذا الظلم وخيمة على المدى القريب و البعيد.
فعلى المدى القريب تشعر بنقصان نفسك، و قلة حيلتك و ضعف شخصيتك ، و على المدى البعيد تفقد قدرتك تدريجيا على الحب من أساسه و هنا تتحول إلى شخص سقيم مريض بقلبه و روحه....


هذا و الله أعلم

Comments

  1. انْ كانَ "للحب" من معنىً
    فمعناه الظلم !

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

يا منفي

الشيخ عبود بطل الحرب و السلام

اسكندرية،،، ليه؟!