غرق
هل يمكن ان أفتقد الغرق ؟؟؟؟!
لا يمكن طبعا، العقل و المنطق كلاهما يؤكد
ان الانسان الطبيعي لا يمكنه افاتقاد احساس الغرق ، الغرق بطبعه يولد احساس
بالرهبة و الضياع و اقتراب النهاية لا يمكن ان يفتقده عاقل او ذو فكر.
و حيث أننا قد اثبتنا في غير موقع انني لا
اتمتع باي من الصفات السابق ذكرها - عاقل ، طبيعي ، أو ذو فكر- فأنا أكثر ما أفتقده الآن هو احساس الغرق
......
الانسان الطبيعي في مثل وضعيي قد يفتقد
احساس الألفة و الوجود وسط أهله و أقاربه و أصدقاؤه فيما يدعونه باحساس الغربة و
الذي لا يهاجمني شخصيا إلا قليلا جدا و في مواقف اعرفها و اتعامل معها بمبدأ
"أهي أزمة و بتعدي" ، و لكن شخصي الذي يفتقد كثيرا إلى سمات الطبيعية و
المنطقية يعاني من افتقاد الغرق ، افتقاد الضياع و التيه و الهيام بلا هدف أو أمل
فهل هذا صحي ؟؟؟؟؟
يجب أن أوضح أمرا شديد الاهمية ، ذلك الغرق
الذي افتقده يختلف تماما عن اي غرق آخر، غرق اعتدت ان احس خلاله بأقصى درجات
الامان و ايجاد النفس و معرفة الموقع الدقيق من الحياة.
غرق قد يبدو في ظاهره ضياع مكتمل و لكن في
باطنه ضياع يؤدي للوصول، يؤدي للوصول إلى الجنة الخاصة بي حيث الحياة بألوان قوس
قزحية ، و كل الامور تعمل لسعادتي و تحقيق ذاتي و احلامي فقط لا غير.
أفتقد الآن هذا الغرق بشدة و افتقاده هو
اسوأ ما يخالجني من احاسيس الغربة.
أعتقد أن الغرق في بحور عميقة صافية و
لامعة تزداد عممقا و روعة بضحكة صغيرة ، و ثتور أمواجها باختلاجة غضب عابرة، لابد
و أن يولد احساسا مختلفا رائعا مثل هذا الذي افتقده ، كنت طبيعيا او كنت مثلي ،
مثل هذا الغرق البطئ و المولد للنشوة لابد لك أن تدمنه و تدمن آثاره الجميلة ، و
تفتقده إذا امتنعت عنه راضيا كنت أو مرغما .
أعتقد اني الان في احد مراحل الانسحاب
لادمان هذا الغرق ، و هو إدمان عميق داخل نفسي ، اعتنقت مؤخرا الامتناع عنه لأعاني
من هذا الامتناع معاناة اظن انها ستلازمني الى ماشاء الله.
لا أنسب لنفسي رفاهية التوقف عن هذا
الادمان بملئ إرادتي الحرة ، فكم حاولت عبر السنين و فشلت فشلا ذريعا مدويا ، و
لكن ظروفي و طبائعي و أفكاري هي من فرضت على التوقف عن ادماني و الرضا باعراض
انسحابه و بل و التعلق بها في بعض الاحيان.
مثل أي مدمن تتحرك نفسي كلما طل عليها
بقايا او رموز لما ادمنته عبر السنين، بل و تذهب أحيانا للبحث عنه و تأمله من بعيد
حتى تقتلني مشاعري اشتياقا له و تقيدني قراراتي بالامتناع و البعد عنه.
لا أعرف نهاية هذا الامتناع وان كان سيتيح
لي الاعتياد على انتشاء جديد او حتى وجود ما يسعدني و يقترب بي من انتشاء مثله؟؟؟؟
ففكرة الادمان قد انتفت بانتفاء روعة هذا الخدر
ولا أصلي الآن إلا للوصول إلى سعادة أخرى شبيهه ولو من بعيد بتلك التي أدمنتها
يوما ما ، و تقبلها و الاعتياد عليها..
ادعوا لي.......
ملحوظة صغيرة :
ما أدمنته و أفتقد الغرق فيه هو عيني من
أحببت
حسام
يا ابنى ارحم نفسك بقى ...
ReplyDeleteنصيحة مجهولة المصدر
ReplyDelete:)
Delete