حواديت الميكروباص (2)
في رحلتي المعتادة اليوم من المحطة الى الكلية متخذا المبكروباص العزيز "المرشحة او الاستاد"ايهما متوفر حينها ، و هي رحلة لطالما رابت فيها نماذج عجيبة من البشر من شائقين و سائسين و اكيد ركاب
كالعادة كان الولوج الى داخل الميكروباص معجزة فيزيائية تشرح نظرية قوة الدفع الذاتي والخارجي و ردود الفعل اللا منطقية للاجسام عند اصطدامها و تخبطها ببعض.
جاست في حالي اتامل اظافر الراكب بجواري الذي يبدو من مظهره انه مثال مسكين على الموظف المصري المطحون و هي تتقاتل بحثا عن مسنحيل ما يدور براسه لو سمعت طنين افكاره اكاد اجزم انها تتمحور حول "منطق اخر الشهر"
وقف الميكروباص عند "ابوفريخة" فدلف اليه رجل يبدو على جلبابه اثار فقر مدقع و لم الحظ ساعتها ان هناك جسدا صغيرا قفز الى السيارة معه , جلس ظهرا لظهر خلف السائق بجوار الباب ساعتها لاحظت جسدا ضئيلا له راس مضفرة الشعر ووجه ترتسم عليه ابتسامة رائعه تمثل بشكل واف جدا براءة الطفولة , تنظر باستمتاع من الزجاج الى العالم حولها يسير للخلف فيملاها هذا دهشة و سعادة .
"اقعدي يا بت" هكذا انتهرها السائق كي لا تخرج ايديها من السيارة فيحدث ما لا يحمد عقباه , لم يظهر على الصبية الصغيرة اي اشارة تفيد الاستجابة لهذا "الزعيق" او حتى انها سمعته , توقعت ان يعيد السائس عليها "الزعيق " و لكن هنا اشار ابوها الى السائس نحو اذنيها , فاذا هناك حلقتين لعينتين من البلاستيك تحبس ان اذنيها و تطوقانهما من الخلف , يا الله , انها سماعات اذن لضعاف السمع ,اهذا الملاك البرئ لا يستطيع سماعا ؟؟؟؟
نَظَرَتْ نحوي فابتسمت لها فإذا بوجهها يشرق كصباح يوم حباه الله لعباده اسعادا و مكافاة لهم , لن أقول شعرت كان الشمس سطعت على في حديقةٍ غناء تنتشي بعبق الزهور , ولكني احسست ساعتها بان الحياة تستحق رغم كل شئ.
تحدثت لأبيها ضاحكة فتمزق قلبي اشلاءا انتثرت ثم اختنقت بدموعي التي خجلت ان تسيل امام الناس , يا أرحم من خلق ’ انها لا تجيد النطق ايضا ,اذن ..فهذا هو مصير الملائكة على هذه الارض.
اخذت تنقل باقي الاجرة من السائس الى الركاب مبتسمة لهم فادرت راسي لاجد عشرة ازواج من العيون تضحك في وجهها باكية في نفسها وترثي حالها ,نزلت عند الكلية و أنا ألعن الظروف و أحمد الله و أستغرب الحياة.
*********تمت**********
كالعادة كان الولوج الى داخل الميكروباص معجزة فيزيائية تشرح نظرية قوة الدفع الذاتي والخارجي و ردود الفعل اللا منطقية للاجسام عند اصطدامها و تخبطها ببعض.
جاست في حالي اتامل اظافر الراكب بجواري الذي يبدو من مظهره انه مثال مسكين على الموظف المصري المطحون و هي تتقاتل بحثا عن مسنحيل ما يدور براسه لو سمعت طنين افكاره اكاد اجزم انها تتمحور حول "منطق اخر الشهر"
وقف الميكروباص عند "ابوفريخة" فدلف اليه رجل يبدو على جلبابه اثار فقر مدقع و لم الحظ ساعتها ان هناك جسدا صغيرا قفز الى السيارة معه , جلس ظهرا لظهر خلف السائق بجوار الباب ساعتها لاحظت جسدا ضئيلا له راس مضفرة الشعر ووجه ترتسم عليه ابتسامة رائعه تمثل بشكل واف جدا براءة الطفولة , تنظر باستمتاع من الزجاج الى العالم حولها يسير للخلف فيملاها هذا دهشة و سعادة .
"اقعدي يا بت" هكذا انتهرها السائق كي لا تخرج ايديها من السيارة فيحدث ما لا يحمد عقباه , لم يظهر على الصبية الصغيرة اي اشارة تفيد الاستجابة لهذا "الزعيق" او حتى انها سمعته , توقعت ان يعيد السائس عليها "الزعيق " و لكن هنا اشار ابوها الى السائس نحو اذنيها , فاذا هناك حلقتين لعينتين من البلاستيك تحبس ان اذنيها و تطوقانهما من الخلف , يا الله , انها سماعات اذن لضعاف السمع ,اهذا الملاك البرئ لا يستطيع سماعا ؟؟؟؟
نَظَرَتْ نحوي فابتسمت لها فإذا بوجهها يشرق كصباح يوم حباه الله لعباده اسعادا و مكافاة لهم , لن أقول شعرت كان الشمس سطعت على في حديقةٍ غناء تنتشي بعبق الزهور , ولكني احسست ساعتها بان الحياة تستحق رغم كل شئ.
تحدثت لأبيها ضاحكة فتمزق قلبي اشلاءا انتثرت ثم اختنقت بدموعي التي خجلت ان تسيل امام الناس , يا أرحم من خلق ’ انها لا تجيد النطق ايضا ,اذن ..فهذا هو مصير الملائكة على هذه الارض.
اخذت تنقل باقي الاجرة من السائس الى الركاب مبتسمة لهم فادرت راسي لاجد عشرة ازواج من العيون تضحك في وجهها باكية في نفسها وترثي حالها ,نزلت عند الكلية و أنا ألعن الظروف و أحمد الله و أستغرب الحياة.
*********تمت**********
حسام
ReplyDeleteبجد مش مصدق اسلوبك الرائع
احساسك واقعى
كلماتك تجنن
ايه الجمال ده
مش عارف اقولك اكتر من تسلم ايدك
ده بس من ذوقك
ReplyDeleteسعيد جدا انها عجبتك
يااااه
ReplyDeleteربنا معاها
المشكلة إن فيه دلوقت علاج لحالات زي دي
مش علاج طبي يعني بل علاج تدريبي للنطق والكلام و ما شابه
بس زي ما انت قلت _ واحد جلبيته مقطعه و فقر مدقع كتر خيره انه عرف يجيب لبنته سماعات عشان تعرف تسمع ولو قليل
اااااه يا بلد الكلاب
اتصرف يوم الخميس اللي فات لما كان اوباما هنا 500 مليون دولار
تخيل كان ممكن يحل مشكلة كام بنت زي العسل الصغير دا
آ آ آ آه
خير خير خير
محدش عارف الخير فين
دمت سالما
شرفني تعليقك يا سيد ابو المفاتيح
ReplyDeleteو حقا هذا وضع غير منطقي
و لكن
هذا هو الحال
و على المتضرر ان يخبط رايه في الحيطة