ذكرى

أيام ....
شهور و سنين ....
لحظات و دقائق تمر بنا
تجذبنا افراحنا..
تلهينا اتراحنا..
تمسك الحياة بأيدينا تجرنا نحو العمق ,
حيث ندور...
ندور كما تريدنا ان ندور ..
و كلما ظهر لنا أفق...
شجعنا سراب جديد ان نلهث نحوه.

ألم جديد يطغى كل يوم على القديم ..
فرح يأتي ..
يمحو كلاهما للحظات ,تجعل تحمل الألم القادم ممكنا ...
و هكذا تسير الحياة ...
و نحن نجري,
نتواصل ..
أو نتساقط
و هي مازالت تسير في هدوء أبدي ..
و ثقة قدرية في نهاية الطريق.

مجموعة بشرية نحن بلا أقمار..
نتصادم دائما,
أحيانا برفق و محبة..
أحيانا بعنف و توحش
و ايما شرارة تتولد ..
تبعث في شعلة الحياة بداخلنا أمل جديد ,
حتى تفنى و تذوي مثل فتيل مصباح بعد انتهاء وقوده من روحنا

و لكنا سريعي التعلم
يغلبنا الفرح فتخرج "اللهم اجعله خيرا" وحدها من فم أحدنا
واثق هو ان الألم في الطريق..
هو فقط يرجو ان يعبره على خير.

و في وسط مداري الخاص..
و ما يدور به من فرح و سعادة في الآن..
تذكرت اني نسيت...
نسيت أكبر آلامي..
يا الله ...
ما اعتصر قلبي وقتها ظننت معه ان لا نسيان ابدا,
لا ألم سيطغى على هكذا ألم...
لا فرح سوف يمحو هذا الحزن...
لا طريق سوف يهدي هكذا ضياع...

و لكنه الله..
انه الله من أنعم علينا بالنسيان...
حتى نستطيع استمرارا في المدار,
انه الله من أنعم علي بما واجهت من احزان و ضحكات ..لولاها لما مر علي هذا اليوم ابدا
لم أكن لأكمل مداري بهذا الألم يثقل كاهلي

نظرت اليوم في "النتيجة"...
لتصعقني تلك الحقيقة
مر على هذه الذكرى 4 سنوات,
لم أعتقد ساعتها ان يمر أربعة شهور , و هاأنذا ...
تأخذني الحياة في أروقتها ...
اتيه بين حلقاتها...
لأجد قبر أمي قد بلغ من العمر أربعة سنين و شهرا...
و لا أجد من ألم الفراق الا مرارة الوحدة ...
كل ما عانيته وقتها لم يبق منه شئ...
سوى ذكرى امومة حنونة ...
و فقدان حلم أم تقف إلى حين زفافي ...
قد يراه البعض منكم حلم عذراء صغيرة ..
لكن ما من رجل حين زفافه, الا و رأيت شعاعا رقراق
يتناقل مبتسما بين عينيه و عيني أمه.
و رأيته يهدي إليها أصفى ضحكاته و ان كانت لغيرها.



لذا في ذكراها الرابعة اهدي إليها هذه الخاطرة سائلا الله ربي و ربها ان يسكنها من جنته فردوسها الأعلى
اللهم آمين

Comments

Popular posts from this blog

يا منفي

الشيخ عبود بطل الحرب و السلام

اسكندرية،،، ليه؟!