Posts

Showing posts from August, 2010

هل حقا نتغير؟؟

Image
أشك ... عشت ما وعيته من حياتي بمبدأ ثابت و عقيدة راسخة ان الانسان لا يتغير مهما مرت به من ظروف ، ان الانسان على ما طبعته به الحياة يسير فيها محاولا ان يوافق بين طباعه و بين الاخرين. اعتقدت دوما ان ما جُبل عليه الانسان جزء من جيناته الوراثية ، لا تتغير الا اذا حدثت لديه طفرة عدلت من تلك الجينات و غيرت في تراتيبها و ارتباطاتها، و طبعا الطفرة لا تحدث الا كل الف سنة أو ناتج انفجار نووي، و طالما لم يحدث فلن يتغير البشر. حلمت دوما أن أغير ما لا يعجبني بنفسي، الغرور ... عدم الثقة بالاخرين ، و في نفس الوقت اعطاء البعض فوق قدرهم و صفات اخرى، كثرت أو قلت و لكنها لا تعجبني. حاولت أيضا أن أغير من طباع من أحببت، من أسلوب التعامل و بعض الافكار الخاصة بالتعايش مع المجتمع -ليس بالضرورة ان اكون طالبت بالافضل- و أشياء أخرى لم أستطع التوافق معها فكريا.... و لله الحمد لم أوفق في كلا الأمرين أحدهما أو كلاهما. وفشلت فشلا ذريعا في الاولى أدى بي لفترة الى احتقار هذه الطباع بداخلي ، الى ان تعلمت التسامح مع نفسي، أما الثانية فقد كسرني الفشل في هذا التغيير الذي أردته، لا أعلم لماذا كسرني، المفترض أني انسان مؤمن

يوميات صيدلي 1(فلتحيا الانتراكشن)

Image
مريضة معتادة في الصيدلية ، يمكن بتيجي كل اسبوع و لا حاجة و ديما باين عليها الاجهاد و التعب ، طبعا قرون الاستشعار الفضولية بتاعتي بدات تلعب و تحاول تعرف هو في ايه بالظبط ،الصيدلي اللي معايا راح يجيب لها دواء ناقص من صيدلية تانية لانها زبونتنا و مينفعش متخدش الدوا من عندنا ، المهم انا لقيتها فرصة اعرف هو في ايه بالظبط... سالتها هو الدكتور راح يجيب لك ايه ؟ -ماريفان و طبعا نظرا لجهلي اللي لسه مستمر بمعظم الادوية دورت على الكمبيوتر الماريفان ده ملته ايه بالظبط و لقيته وارفارين warfarin فسالتها : هو انتي بتاخدي الدوا ده على طول؟ -من ساعة العملية -عملية ايه؟ -تغيير صمام و توسيع صمام -و هتفضلي تاخديه لحد امتى ؟ -لحد ما اموت. -لا اله الا الله طب وبتاخدي معاه ايه؟ -لانوكسين و طبعا اتبعت نفس الخطوات مع اللانوكسين لقيته ديجوكسين digoxin وهنا ظهرت تفاصيل الموضوع كله لوحدها ، المريضة دي عندها مشكله في القلب من و هي صغيرة و ده عملها  شكل من اشكال ال chf و لما كبرت عملت العمليه و طبعا الصمامات الجديدة محتاجة ادوية مانعة للتجلط طول العمر . و هنا دارت في راسي فجأة أسخف محاضرة انتراكشن في الحياة di

يوميات صيدلي

Image
اتخرجت ... مش عارف ليه الموضوع ده حسسني بالمفاجأة.. مع انه متوقع يعني بقالي خمس سنين بهاتي في كل صيدلة و جبت جيد في اخر ترم فالطبيعي ان انا اتخرج ، برغم طبيعية الموضوع دي الا انه مثل بالنسبة لي شكل من اشكال الصدمة ، و يمكن الصدمة دي هتتبلور يوم ما الدراسة تبدأ و أصحابي اللي لسه مخلصوش يسافروا الكلية و انا انزل الصيدلية . اتخرجت ... يمكن اول مرة يتعمق عندي الاحساس ده يوم ما وقفت في الصيدلية لوحدي، اليوم ده بجد حسيت اني اتخرجت و بقيت صيدلي مسؤول عن صيدلية وبتعامل مع الناس و بوصف و بكتب نواقص و كده. اتخرجت ... و بقيت صيدلي مسكين انضم الى طابور طويل من الصيادلة المساكين ، مطالب انه يقف عشر ساعات على رجليه بين زباين غلسة و طلبيات و نواقص و هم كبير ، و ده اقل حاجة ، انا اعرف صيدلي مسكين زي حلاتي برده كان بيقف 17 ساعة في اليوم. اتخرجت و قررت اني اسجل بعض المواقف العجيبة اللي بقابلها في الصديدلية واعتقد ان معظم زملائي من الصيادلة المساكين بيقابلوها هنا في مدونتي تحت عنوان يوميات صيدلي مسكين. يعني شكل من اشكال التوثيق لهذه المرحلة من حياتي.

أيوه بغير

ما هي الغيرة؟ و ماهي أسبابها؟ هل هي أحد مظاهر الحب؟ أم هي أحد أعراض الأنانية المفرطة؟ أسئلة تفرض نفسها علي حاليا ، و خاصة بعد الخروج من علاقة لعبت الغيرة فيها دورا كبيرا جدا ... إذن ما هي الغيرة ؟ الغيرة هي في رأيي مظهر من مظاهر الخوف على الاخر، الشعور بأهميته ، و محاولة الاستئثار به دون الآخرين، فعندما تحب شخص ما يظهر بداخلك وازع أن هذا الشخص لك وحدك ، دون غيرك و إن كانوا أهله، هذا شكل من أشكال الغيرة. و هناك عدم الاطمئنان للآخرين، فعندما تحب شخص لدرجة ما ، تشعر بأن الآخرين يريدونه أيضا ، و كرجل شرقي، أجد في نفسي غصاصة من كثرة الاحتكاك بين من أحب و اآخر ، كان هذا الحتكاك اجتماعيا أو عائليا أو حتى في العمل. قد يسخر البعض من تلك النظرة "الشرقية" أو المنغلقة نحو الطرف الآخر من العلاقة ، و قد يقدر البعض هذا الشعور كشكل من أشكال الحب ، و اتخاذ الحذر في التعامل مع الناس ، خاصة لأن الرجل في أغلب الأحيان يكون أكثر تداخلا في عقول الاخرين و يقدر إلى أين تذهب بهم رؤسهم.  أسباب الغيرة تختلف باختلاف شكلها ، فهناك الحب كأكثر الأسباب انتشارا و عمقا ، فالحب كما وضحت يخلق احساسا أو حبا

وبدأت الساقية

احساس غريب جدا راودني بالامس ، احساس ينتمي لثور شاب يربط في الساقية ليديرها في اول مرة في حياته ، احساس داخلي يغمره بأن هذه " اللفة " هي الأولى و لن تكون الاخيرة ، و أنه مهما حدث مطالب بالاستمرار في اللف و إدارة الساقية. بدأت أمس أول يوم في حياتي العملية كصيدلي محترم -فرضا- في صيدلية ، لا أنكر الاحساس بالانجاز لاول مرة في حياتي حيث حققت احد امالي العظيمة منذ الصغر ان اصبح صيدلي , وأتعامل مع المرضى من خلال الأدوية ، حلم غريب لطفل في الثالثة عشرة من عمره ، ولكن هذا الطفل جاءني أمس ليشكرني على تحقيق حلمه رغم الظروف . الغريب انه في اللحظة التي هنأني فيها أحسست انه تلاشى ، انتهى هذا الطفل ذو الاحلام الوردية ، و حل محله شخص اخر مطالب بان يستمر في اللف. هذا الشخص الان أو "الحسام الجديد" يجب عليه أن يكون شخصا مسؤلا منظما مجتهدا و مثابرا و هي صفات لم تتوافر قبل في شخصي الضعيف ، ولكنها الحياة تنحي الطفل جانبا ،و تدفع الثور الى الدوران. بالطبع كان الامس نزهة خفيفة بين أروقة الصيدلية و أرفف الدواء ، ولكن احساس الساقية لا علاقة له بثقلها و انما أبدية الدوران هي المشكلة ، و