حماقة




حماقة ....
فقط حماقة...
لا سبب..لا مبرر ...و لا مقدمات ...
فقط حماقة..
من الغريب جدا أن تبحث داخل نفسك عن مبرر لحماقتك فلا تجد ..
فقط حماقة..

قد يرى البعض اني مجرد أحمق ...
حقيقة .. كنت يوما أعتقد اني لست كذلك ..
ولكني اليوم لا أعرف.

هل رايتم شخصا لا يعرف ان كان احمقا ام لا..
لاكون صادقا تماما معكم..
اعرف بدرجة ما منذ نعومة أظفاري اني احمق ..
و لكنها كانت حماقة الجنون ..
و ليس حماقة العقل
كنت أعرف اني احمق قولا او تفكيرا في بعض الاحوال
اما حمق التصرف فهذا لم أعهده في نفسي قبلا.... أو لم أراه هكذا بوضوحٍ قبلاً.

و للأذكياء أصدقائي ..
او غير الحمقى -و هم كثر - أعرف معنى الحماقة كما أراها:
من الحماقة ان تفعل ما يضر الاخرين ثم تندم عليه..
من الحماقة ان تؤذي مشاعر من تحب ثم ترجو عفوه..
من الحماقة أن تفعل الفعلة دون أدنى تفكير ثم تتساءل ؟..لماذا؟
من الحماقة ان تتفوه بما لايحمد عقباه..
و من الحماقة ان تخسر ما كان لك لمجرد حماقة...

هذا و غيره كثيرا من اشكال الحماقة قد تجد احداها في شخص
والاخرى مريض بها أخر...
اما ان تجتمع تلك الحماقات في شخص واحد فهذا حقا هو التميز..


لا كتب الله عليكم يا أصدقائي مثل تلك الحماقة...
فكونك أحمق هذا من العادي
أو قل من المتعارف عليه و المقبول أحيانا.
و لو بدرجة ما.

أما الهول كله فيقع عند حصد ثمار تلك الحماقة الحماقة
حين تخسر صديق..
حين تفقد رفيق قديم
حين تتراجع عن تقدم أحرزته
أو حين تؤذي من تحب
هنا تقع المأساة..

أنت أحمق .. وهكذا تعرف..
أما حين تواجه نفسك بتلك النتائج
تجد لديك قدرا جديدا من فقدان الذات
ليس بمعنى التواضع حاشا لله
ولكن الذات الطبيعية تحترم نفسها..
او ترى في نفسها شخصا طيبا لديه قدرات معينة
أما حين تفقد ذاتك
تظهر لديك تساؤلات من نوعية عجيبة...
ماذا أنا ؟؟
أطيب أنا أم شرير؟؟
أكانت حماقاتي تلك بلا مبررحقا ؟.. أم أن نفسي البغيضة صارت تتلذذ بمرارة تلك الثمار ؟؟؟
أأنا أحمق فطرة؟ ... أم اكتسابا؟؟؟
هل أنا فقط أحمق ؟.. أم ذهبت بي الحماقة الى فقدان الشعور؟؟؟
هل أنا أحمق فقط ؟.. أم تحول جزء من حماقتي الى غباء؟؟؟
وهذا أخطر التساؤلات....

حيث شتان بين غباء الحماقة وغباء العقل
حين تكون غبيا اصلا... فلا تفكير و لا تمييز ولا تعقل
اما حين تورثك الحماقة غباءا فهذا شر مستطير
حينها يتوقف عقلك عن التفكير حين لزومه
و تبدو أفعالك صادرة من شخص أما غبي ..او غير مدرك لوجود الاخرين و احتياجاتهم البسيطة..
حتى ان اقتصرت تلك الاحتياجات على الاحترام

أهٍٍ من تلك التساؤلات حين تدور في عقلك مثل ديسكفري ..
و تطن بأذنيك مثل ذكر نحلة في موسم التزاوج .
ترى حينها ذلك الجبل الشاهق من احترام الذات لديك يتهاوى تحت وطأة سيل تلك الثمار
تجد في نفسك مرارة لاذعة حين تذكر نفسك خاليا .. أو حتى بين الاخرين.
تجد أحد أعز أصدقائك ينعتك بالحمق هكذا... جهارا نهارا.
و الأفظع أن لا تستطيع ردا هذا النعت عن نفسك ...
أي نفس ..تلك الحمقاء .. فلينعتوها بما شاؤا وكيف شاؤا؟
لم تعد تصنع فارقا كبيرا..
سواء ان كانت سينا ..أم ابنة عمتها سونيا

و أخيرا
على السيدات والسادة من أصدقائي -غير الحمقى- أن يبتكروا لي دواءا جديداً
السنا كما دارت بنا الاقدار صيادلة جهابذ ..
إذن فجزء من مهمتنا في تلك الحياة
-غير التجارة الحرة والنصب المباشر-
أن نجد الترياق لما يبدر عند الناس من أمراض عضال
و هذا و لله الشهادة أخطر مرض قد مر بي منذ وعيي
و أحتاج الى عقولكم الصيدلية الفذة في اختراع هذا الترياق الناجع
"ترياق الحماقة"

و لكم مني جزيل الاحترام



*ملحوظة
أي سخرية سقطت مني سهوا أثناء الحوار فتلك سخرية نفس من نفس فقط ولا تعبر عن شئ من السعادة او الابتهاج و لكن ان دلت على شئ
فهي فقط ....
دليل حماقة.
شكرا


Comments

  1. للاســــــف
    "لكل داء دواء الا الحماقة أعيت من يداويها "

    وكفانا نحن الصيادلة إعياءوأعباء

    زهران

    ReplyDelete
  2. منكم نستفيد ياخوية

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

يا منفي

الشيخ عبود بطل الحرب و السلام

اسكندرية،،، ليه؟!