أمرأه
- لم أعد إمرأة !!
قالت وهي تخرج من الباب الزجاجي الضخم لهذا المستشفى العالمية, أحست باكتئاب كاد يزهق روحها ,رغم كل المهدات التي اخذتها طوال فترة النقاهة إلا أن إاحساسها بالنقص كان يسيطر على عقلها سيطرة تامة.
- لم يأت في بالها مصر و من في مصر
فقد تركت مصر يملأها أمل بأته هذا العقار الجديد الذي يعلنون عنه سيكون فيه الغنى عن التدخل الجراحي ,هكذا قال لها الطبيب المصري ,ذلك الشاب الرائع الذي كادت تقع في حبه لولا حالتها المتردية ولكن كما يقولون "و كأنك يا أبا زيد ما غزيت" لم يعط العقار السحري اي نتيجة سوى الامل الكاذب والصدمة الساحقة عند انتهاء هذا الأمل.
- كان الجميع هناك يتعجبون
"إن هذا المرض لا يأت إلا بعد الأربعين"
"لك الله ايتها الشابة 25 عاما فقط مازلت بعد فتاة صغيرة "
"و لكنها إرادة الله" هكذا كانت مقتنعة ...
نعم..كانت!!
- لماذا اشعر بأن هذه المدينة لم تعد كما كانت؟
سألت نفسها بينما تهيم في شوارع واشنطن العاصمة , لم تكن تلك زيارتها الأولى فقد جأءت من قبل, و شاهدت المسلة و النصب التذكاري الضخم التي وجدت نفسها امامه الان دخلت ووقفت أمام التمثال و سألته: "هل لديك يا لينكولن حلا لمشكلتي الابدية كما حللت مشكلة العنصرية؟
أم هل هتاك اتحادا فيدراليا قد يجمع على شتات نفسي مرة ثانية؟؟؟؟؟
خرجت تضحك في بكاء غريب
- أرادت الرجوع الى الفندق من الطريق التي جاءت منه
و لكن نظرات الناس شتتها أحست أن كل الناس تنظر اليها و تقول : "ما هذا المسخ؟؟ أفتاة هذه ام ولد يرتدي ملابس النساء؟"
كرهت الناس .. كرهت نظراتهم و همساتهم..كرهت نفسها و كرهت الدنيا
صرخت داخل نفسها"أي عدل هذا أيتها السماء؟؟"
" أي حياة تنتظرني و أنا هكذا؟"
- في طريقها رجعت امام المستشفى مرة ثانية
رأت امرأة عجوز منهارة في وسط الطريق , لا تعرف لماذا ركضت و احتضنتها , ساعدتها على القيام و عبرت بها الطريق و على الرصيف:"ماذا بك يا سيدتي؟"
" قال لي الطبيب ان المرض قد تمكن مني ز لا أمل حتى من الجراحة"
أخذت يدي المرأة بين أيديها و احتضنتها مرة ثانية
و قالت وسط دموعها: كان الله في عونك سيدتي انه رحيم بالبشر
بينها وبين نفسها قالت "الحمد لله أنا أفضل حلا كثيرا"
استوقفت نفسها فجأة "أمازلت ؤمنة ؟؟؟؟"
"شكرا لكي ايتها الانسة الكريمة"
أفاقتها المرأه من حديث نفسها
"لا شكر على واجب يا سيدتي"
"لا يا ابنتي هذا ليس واجب انها الرحمة التي بداخلك هي التي حدت بك الى العطف على امراة ضعيفة مثلي انك امراة رائعة باركك الرب"
- و صلت الفندق
وفي طريق الدخول اصطدمت بشاب غاية في الوسامة والأناقة "مثله لن يتظر إلى أبدا" هكذا حدثتها نفسها في حسرة وهي تتجاوز المدخل .شاءت الصدفة أن يتقابلا مرة ثانية في المصعد
"اسف على ما حدث"
"لا تشغل بالك"
ظل ينظر في عينيها و هي تتعجب
"اعذري وقاحتي انستي ولكن هناك شيئا فيك يحيرني"
"اهو واضح لهذه الدرجة؟" حدثت نفسها في الم
"تفضل"
"من مصر اليس كذلك؟!"
"كيف عرفت؟"
"من هاتان العينين التي تحاكي عينا نفرتيتي و لكن الذي يحيرني هل كل نساء نصر بهذه الروعة ,إن الأنوثه التي تطل من عينينك تكاد تحرق من حولك, انك حقا امرأة رائعه"
رغم خجلها وغضبها الا ان كلام هذا الغريب اعطاها احساسا غريبا باستعادة الثقةو جعلها تتساءل...
- جمعت متعلقانها و اتجهت الى المطار
فقد حان وقت العودة ولكن قبل العودة , ستزور اعز صديقاتها في نيويورك , منذ العملية وهي تفكر "كيف ستكون ردة فعل الجميع في مصر هي أصرت أن تسافر وحدها و لكنها الان خائفة من المفاجأة .صديقتها العزيزة ستكون خير من يساندها ويعطيها و لو فكرة صغيرة عن كيف ستكون الحال في مصر
- صعدت إلى الطائرة
و جلست , أتاها طفل صغيريتجول في طرقات الطائرة, طفل لا يتعدى عمره الخمس سنوات
"يا لك منفل جميل"
اخذت تداعبه و تلعب معه وضحكات الطفل تتعالى حتى اهتدت اليه امه
"اين كنت ايها الشيطان الصغير ؟اعذريني سيدتي لو سبب لك اي ضيق"
"بالعكس لقد كنا نضحك ونلعب سويا"
"شيطاني الصغير يضحك معك انها سابقة من نوعها انه لا يضحك مع غريب ابدا"
"ان ابنك يعتبرني صديقه تؤنسه في وحشة الطائرة"
"اولا سيدتي انه ابن اخي وهو هنا مع والده لان هذه الزيارة هي هدية عيد ميلاده
ثانيا انا اعرفه جيدا يبدو من نظرته لك وجلسته الودودة اليك انه وجد فيك الامومة التي يفتقدها في هذه المدينة الغريبة فأمه لم تستطع السفر معه لاسباب تتعلق بعملها حقا سيدتي حتى شيطاني الصغير يدرك انك سوف تصبحين أما رائعه
- أنا أمرأه
بل أمرأه رائعه أيضا
ليقول من يقول
و يهمس من يهمس
أنا امرأة بعقلي و قلبي و روحي وحبي لأطفالي في المستقبل
و ظلت طوال الرحلة يشغل بالها امرا واحدا...
ما هي الاماكن الرائعه التي ستزورها في التفاحة الكبيرة؟؟؟؟؟!!!!
***تمت***
Comments
Post a Comment